سألته الصديقة :
هل ما زلت يا أيها الفنان تحلم
فاجأه السؤال .. فالحلم قد بات في أيامه حلما
أن يغلق عينيه ويرى الوجوه والأماكن
والأقمار والأوراق والأشجار والأزهار والمآذن
أن يحدد الضوء فيصل إليه
أن يغني بأعلى صوته .. ويفرد نفسه فيطير
أن يصافح الجميع .. وأن يزرع البسمة فوق وجه الأرض الضال .. فيخرج من ضلاله
أن يجمع بين النقائض .. وأن يبني جسرا يصل بين الشمس والقمر بشكل سريالي مباشر
أن يقفز بين الكواكب فلا يضيع في أتون المسافة .. ولا يتفتت في جحيم البرودة
أن يرزكش الكلمة .. فتبقى كلمة ..
وأن يناور الصورة فتصبح قصيدة
أن يقرأ كتابا فيصبح عازفا خلال دقيقتين
أن يبني قصرا من موسيقى جميلة
ومرجا من حروف تعشق بعضها
أن يهدم البوابات وتصبح الأسوار ملاصقة دوما للتراب
أن يعانق كل من اشتاق إليه دون أن يحتاج إلى غباء المبررات
أن يسير دوما بعكس العقارب
أن يقف على جغرافيا المشارق
وأن يراقب صامتا كل المغارب
أن يفهم فقه الظل حتى يصبح هو ظلا
أن يحلم كما كان يحلم ..
كم هو حلم بعيد أن يعود إلى الحلم ..
..
سألته الصديقة :
هل مازلت يا أيها الفنان تحلم
فسكت .. وحلم بدمعة