أن تكون مسوّقاً في عصر الفنّ .. خير لك من أن تكون فناناً في عصر السوق ..
وأن تكون سياسياً في عصر السوق .. خير لك من أن تكون مسوّقاً في عصر السياسة ..
وأن تكون فناناً في عصر السياسة .. خير لك من أن تكون سياسياً في عصر الفن ..
وفي كلٍّ سوء .
..
فاختر بعد قراءة “العصر” من أنت .. وفي أي عصر ستكون أنت ..
والمهمّ ..
ألا تكون مسوّقاً في زمن الحرب ..
ولا سياسياً في زمن الدم ..
ولا فناناً في عهد الأنبياء.. فالنبوة فنّ ليس بعدها فنّ .. وجمالٌ ليس بعده جمالٌ .
والمهمّ ..
أن تعلم أنّ الفنّ الحقّ انشقاق .. في زمن العبودية .. لا مصافحة غربية أو شرقية ..
وأنّ الفنّ الحقّ التزام .. في زمن الحرية .. لا غواية .. أو تناحة أخلاقية ..
وأنّ الفنّ رقيب السياسة .. وليس العكس ..
وأنّ السوق حصان الفنّ .. وليس العكس ..
فإن تنازل الفنّ عن مكانته ومهمتيه .. عاد السوق والسياسة إلى عشقهما الأزلي .. ولن تكون النتيجة أخيرا إلاّ :
جريمة زنا بين الاثنين .. باسم الشعب وباسم الأرض .. وباسم الكياسة ..
وجريمة قتل يذبح فيها الفن مطمّش العينين .. تمهيدا لتوحّش المال في رحم السياسة ..
…………..
…………..
ملاحظة .. تحريرا وإيضاحا :
كلمة الفنّ دوما وفق تعريفي لا تنفصل إطلاقا عن مفهوم الحق الإلهي والجمال الوجودي والخير البشري .. ووفقا لهذا كلّ فنّ خارج تلك الأطر غير مشمول بما كتبت ..
والسلام .
..