سألت مرة سلحفاة: ما هو الوطن؟
فقالت: وطنك هو أنت.. ولن تجده في غير ذاتك.
ثم دخلت صدفتها ونامت.
…
وسألت مرة حمارا: ما هو الوطن؟
فقال: هو حيث تعمل.. وتجد ليلا بعض العلف وتنام.
ثم أكمل حمل أسفار كانت فوق ظهره.
…
وسألت مرة طاووسا: ما هو الوطن؟
فقال: هو رداء جيد.. وإقناع لمن هم حولك بأهميتك.
ثم نشر ذيله البراق وصار يهتز سعيدا.
…
وسألت مرة كلبا: ما هو الوطن؟
فقال: هو مجموعة تشبهك.. تهب معك دوما ضد من لا يشبهك.
ثم صار ينبح هو وأخوته حتى أخرجوني من دائرتهم.
…
وسألت مرة ضبعا: ما هو الوطن؟
فقال: هو حيث تكبر أنيابك.. فتسرق الطعام.. وتكسر العظام.
ثم كشر عن أنيابه وحاول مهاجمتي.
…
وسألت مرة خروفا: ما هو الوطن؟
فقال: ما هو الوطن!
فغضبت وتركته.
…
وأخيرا.. سألت عصفورا: ما هو الوطن؟
فنظر إلى قفصي طويلا وقال: هو حتما ليس هذا!!
ثم فتح لي باب القفص.. وطار دون أن يلتفت.