رأيت في منامي

رأيت في منامي أني أسقط و لا أرتطم .. و وجدت حقيقة أني لا أسقط و لكني أرتطم يوميا بأرض الواقع ..
رأيت في منامي أني أحب من خلال التفاهم .. ووجدت حقيقة أني كلما ازددت حبا ازددت بعدا عن التفاهم ..
رأيت في منامي أني أكتب فلا أخاف .. ووجدت حقيقة أني أخاف فتهرب الكلمات إلى أوكارها ..
رأيت في منامي أني إنسان .. قبل الذكورة و الأنوثة .. و أني رجل .. قبل الذكورة و العدوانية .. و وجدت حقيقة أني صفر ضمن قطيع الذكورة و الأنوثة ..
رأيت في منامي أن اسمي لا يهم .. لكن فعلي هو الأهم .. ووجدت حقيقة أن اسمي و فعلي .. هباء إن لم يكن عمي هو طائر الفينيق ..
رأيت في منامي أن المرأة هي أغنية الله .. و أن الخيال هو حديقة الله ..
ووجدت حقيقة أن المرأة هي أغنية السلعة .. و أن الخيال هو حديقة الطمع ..
رأيت في منامي أن الصلاة تنهى .. و أن الصيام يزكي .. و أن الزكاة تنقي .. و أن الحج يطهر ..
ووجدت حقيقة أن دين الأبدان يسري .. و دين القلوب ينفذ ..
رأيت في منامي أن الإنسان إنسان .. و الثور ثور .. و الدجاجة دجاجة .. و الكلب كلب .. و الحمار حمار ..
ووجدت حقيقة أن الإنسان قد يكون إنسانا .. و قد يكون .. ثورا أو دجاجة .. أو كلبا .. أو حمار ..
رأيت في منامي أن زهور العلاقات تنبت فوق تراب البساطة و وجدت حقيقة أن تراب الواقع قد يبني قصورا فوق سحب العلاقات ..
رأيت في منامي أن الحب هروب .. و أن الحب ثورة .. و أن الحب رياح تحمل المطر .. و أن الحب سرور منتظر .. و أن الحب وصول .. و أن الحب بداية .. و أن الحب رحمة .. و أن الحب جمال بحت في أرض لا تفقه مفاهيم الجمال ..
ووجدت حقيقة .. أن الحب ميزان الذهب .. و أن الحب ضجيج .. و أن الحب سوق للتجارة .. و أن الحب غاية تفنى بالوصول إليها .. و أن الحب تملك .. و أن الحب نهاية .. و أن الحب سعي حميم نحو الواقع المحموم ..
…..
رأيت في منامي ..
أني سأموت قريبا ..
ووجدت حقيقة ..
أني أُقْتَل كل يوم … منذ أن صرت شاعرا ..

………….