Mohamed Hamwiكيف نكتب - خطوات في الكتابة الإبداعية - Mohamed Hamwi

كيف نكتب – خطوات في الكتابة الإبداعية


المقال الثاني 

 

ملخص ما ورد في المقال الأول حول الكتابة الإبداعية: (المقال الأول)

1- الكتابة وسيلة من وسائل التعبير عن الذات.

2- الكتابة هي صوتك الشخصي.

3- الكتابة تجعلك مراقبا دقيقا.

4- الكتابة وسيلة تخاطب أحادي وثنائي.

5- الكتابة هي آلة الزمن الخاصة بك.

كيف نكتب:

قرأت مرة في كتاب يتحدث عن نصائح كاتب لأشخاص مبتدئين يريدون الكتابة..

سأل الشاب الكاتب:

أريد أن أصبح كاتبا.. ماذا أفعل؟

رد الكاتب ببساطة:

تريد أن تصبح كاتبا؟ اكتب!

..

كي ندخل بطريقة عملية في لب تلك النصيحة التي أراها من أفضل النصائح التي ترد في عالم الكتابة..

_ أخرج ورقة وقلما فور انتهائك من قراءة هذه الفقرة واكتب عليها التالي:

أكثر ما يزعجني في الصباح هو…..

أكمل بعد ذلك عن الأشياء التي قد تزعجك صباحا..

هل يزعجك صوت معين؟

هل يزعجك الاستيقاظ في ساعة محددة؟

هل يزعجك البرد الصباحي؟ هل تزعجك الشمس المنعكسة على مرآة الخزانة لتقع فوق عينيك مباشرة؟

هل يزعجك أنك تنام متأخرا فلا تستطيع الاستيقاظ مبكرا؟

اكتب عن الموضوع.. وكلما وجدت أنك استنفذت سببا ضع نقطة ثم انتقل إلى سطر جديد وابدأ من جديد بنفس العبارة: أكثر ما يزعجني في الصباح هو……

ضع في اعتبارك أنك لا تكتب موضوعا كي يقرأه الآخرون.. أنت تكتب لنفسك فقط..

ومن الممكن أن تتلف تلك الورقة بعد كتابتها إن أحببت.. فهي غير ذات أهمية.. ولكن حاول أن تكون ممتلئة بأفكارك.

..

الآن بعد أن كتبت هذه الورقة:

_ما الذي خفت أن تكتبه؟

_ما الذي راجعته في تفكيرك قبل أن تكتبه؟

_ما الذي كتبته وفكرت أن تعود لتصحيحه؟

_ما الذي كتبته وعدت فعلا وصححته؟

_هل قرأت ما كتبته؟

_ماهو الشعور الذي انتابك عندما قرأت تعابيرك؟

تذكر التالي:

استسخافك لكتابتك بعد قراءتها هي العائق الأكبر في سبيل الكتابة الحرة.

ولذلك مهما شعرت بركاكة كتابتك أو عدم جدواها.. فلا تجعل من هذا عذرا يمنعك من الاسترسال في الكتابة مرة بعد مرة.

لا تنسَ أنك تستطيع دوما عند شعورك بأي شعور سلبي من هذا النوع أن تكتبه فورا وتعكس الآية.. وترغم العقل الرقيب الذي يفرض سيطرته المبدئية على كتابتك الحرة أن يستسلم.

لا تتأخر عن كتابة أي مما يجول في ذهنك.. عود نفسك على ذلك.

..

تذكر.. لكي تكتب كل ما يلزمك هو قلم وورقة وشخص يريد الكتابة بعيدا عن العقل الرقيب.

ولكن مهلا.. ما هو العقل الرقيب؟!

العقل الرقيب:

داخل نفس كل منا طبقات متعددة: الطبقة السطحية الأولى هي طبقة الوعي (وفيها يكمن العقل الرقيب) والطبقات الأكثر عمقا هي طبقات اللاوعي(وفيها العوالم الداخلية والكنوز المدفونة التي نفتش عنها في الكتابة الحرة).

يمارس العقل الرقيب نوعا من السيطرة.. ويفرض قيودا مباشرة على عملية الكتابة.. ويشدد في تساؤلاته وتشكيكاته فتبدو الكتابة عملية بطيئة معقدة وغير سلسة على الإطلاق.. وتصبح الحروف وكأنها تُقَدّ من الحجر.. حيث يظن من يكتب بأنه غير موهوب أو أنه لا يعرف ما الذي ينبغي الكتابة عنه.. وهنا لابد لمن يكتب أن يتذكر الحقيقة التالية:

أنت في صمتك الآن تتحدث مع نفسك بشكل مستمر طول الوقت.. أنت في عملية كلام مستمرة لا تتوقف.. أنت لديك دائما ما تكتب عنه.. إن نقلت فقط الحوار الدائر بينك وبين نفسك للورق فستكتب على مدار الدقائق.. ولن نستطيع توفير الورق اللازم لك لتتمة تلك العملية!!

..

يتبع..